لعبت عائلة فرعون دورا حاسما في تثبيت اركان طائفة الروم الملكيين الكاثوليك اذا لم يكن الدور الاساسي ، وذلك منذ انشقاقها عن الكنيسة الارثوكسية عام 1720 انطلاقا مما كان بعرف ببلاد الشام على اثر تعيين مطارنة الارثوذكس المشرقيين كهنة عرب بدل تعيينهم في اسطمبول من خارج مناطقهم ومن اصول يونانية . واطلق عليهم انذاك لقب ” كنيسة العرب” فامتدت هذه الحركة الى مدن عربية ابرزها سوريا وفلسطين ولبنان ، وجرى اضطهاد كهنة ومرجعيات الحركة الكاثوليكية من قبل المرجعيات الارثوذكسية لمدة قرن كامل حتى عام 1820 ، حيث اعترفت السلطنة العثمانية بعد تدخل الامبراطورية النمساوية بطائفة الروم الملكيين الكاثوليك كطائفة مستقلة مرتبطة بالفاتيكان .
شهدت فترة الاضطهاد الممتدة من سنة 1720 حتى 1820 هجرة العديد من الكهنة والعائلات من بلاد الشام الى مصر وفلسطين ولبنان حيث سكن هؤلاء في مناطق تحوي في معظمها اقليات مارونية او شيعية او درزية في البقاع والجنوب والشوف واعالي المتن .
ومما يلاحظ أن أسرة فرعون التي توطنت في مصر، قامت بدور بارز في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. عرف منها في مصر الخوري إبراهيم فرعون، وابنه أنطون فرعون ملتزم ضمان جمارك مصر بين أعوام (1774-1784) وبات في مقدمة أغنياء مصر حيث قدرت ثروته آنذاك بما يقارب ثلاثة ملايين فرنك فرنسي. كما عرف جبرائيل فرعون ملتزم جمارك مصر بعد نسيبه أنطون فرعون. ونظراً لعلاقاته المميزة مع النمسا، فقد وضع تحت حمايتها، وأنعمت عليه بلقب «بارون» و»كونت».
عرف من أسرة فرعون أيضاً إلياس حناينا فرعون الذي عاش في باريس واتخذه نابليون بونابرت ترجماناً خاصاً له وكاتماً لأسراره. كما برز ابنه الكونت يوحنا إلياس فرعون ترجمان الديوان العسكري عام 1803. كما عرف من الأسرة يوسف فرعون الذي عاش في النمسا وإيطاليا، ونظراً لعطاءاته فقد أنعم عليه البابا بيوس السادس عشر بلقب «كونت».
ومن أبرز آل فرعون هو فرع بيروت، الذي يعود بجذوره إلى الجد الأول فرنسيس فرعون ابن الخوري إبراهيم فرعون ، وقد عاش في دمشق وباريس وصيدا وعكا ومن ثم بيروت منذ العهد العثماني. كما عرف من الأسرة في بيروت في العهد العثماني لحود فرعون، ويوسف بن ميخائيل فرعون (المتوفى عام 1879) أحد وجوه التجار في بيروت، وولداه ميخائيل فرعون عضو مجلس إدارة ولاية بيروت عام 1892، وروفائيل فرعون (المتوفى عام 1901). كما برز من الأسرة حبيب فرعون عضو مؤسس لجمعية بيروت للإصلاح عام 1913 مع سليم علي سلام وأحمد مختار بيهم وسواهما. كما كان عضواً فاعلاً في الحركة الإصلاحية في العهد العثماني. كما برز فيليب فرعون مؤسس أول وأقدم مصرف في لبنان والمشرق العربي عام 1850، كما أسست الأسرة مصرف شيحا وفرعون.
ارتبط تاريخ لبنان الحديث والمعاصر بالوجيه البيروتي السياسي النائب والوزير الأسبق هنري فرعون (1898-1993) أحد الوجوه البارزة منذ ما قبل عهد الاستقلال عام 1943، وهو ابن فيليب فرعون. و قد تولى هنري فرعون وزارة الخارجية ووزارات عديدة أكثر من مرة. عرف عنه شغفه بسباق الخيل وبالآثار القديمة التي كانت من مقتنيات قصره في منطقة زقاق البلاط قرب السراي الكبير، وقد توفي مقتولاً في أوتيل الكارلتون.
وعرف من أسرة فرعون النائب والوزير السابق بيار فرعون (1925-1999)، وعرف منها أيضاً نجله النائب والوزير ميشال فرعون (1959- )، وذلك منذ عام 1996، وهو أحد الوجوه السياسية البارزة في بيروت ولبنان، وكان أحد المقربين للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ونظراً لإسهامات السياسيين من آل فرعون، فإننا نشير إلى سيرتهم الذاتية المختصرة، وهم:
هنري فيليب فرعون (1898-1993):
ولد في مدينة الإسكندرية في مصر عام ١٨٩٨، انتقل به والده إلى سويسرا حيث درس في معهد الآباء الدومينيكيين في لوزان. ثم تابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق في مدينة ليون الفرنسية، ونال الإجازة فيها عام 1922، واتقن إلى جانب العربية اللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية.
تولى رئاسة شركة مرفأ بيروت واستثماره أكثر من 35 سنة، كما ترأس مجلس إدارة بنك «فرعون وشيحا». وكان يتولى إدارة هذا المصرف مع صهره ميشال شيحا. أسهم في تأسيس ميدان سباق الخيل في بيروت، وترأس مجلس إدارة ميدان سباق الخيل على امتداد نصف قرن.
انصرف إلى العمل السياسي في مطلع حياته فعُين نائباً عن بيروت لأول مرة عام 1929 ثم اعتزله فترة ليعود إليه عام 1943، فانتخب نائباً عن البقاع في دورة عام 1943.
وأعيد انتخابه عن البقاع في دورة عام 1947، ثم أعيد انتخابه نائباً عن بيروت، في دورة عام 1951، وترأس اللجنة المالية.
عيّن: وزيراً للخارجية والعدلية، في كانون الثاني عام 1945، في حكومة الرئيس عبد الحميد كرامي خلفاً لسليم تقلا، وزيراً للخارجية في كانون الأول عام 1946، في حكومة الرئيس رياض الصلح، ووزير دولة، في شباط عام 1968، في حكومة الرئيس عبد الله اليافي، لكنه ما لبث أن استقال في نيسان من العام نفسه.
قام هنري فرعون بدور مهم في مرحلة الاستقلال اللبناني عام 1943، وكان من أبرز المتحمسين له، فشارك في جميع مراحل النضال، كما كان أحد أعضاء الحكومة الاحتياطية التي شكلت برئاسة صائب سلام وعضوية كمال جنبلاط وآخرين. وهو صاحب اقتراح القانون الذي صوت عليه المجلس النيابي، والذي أسقط عضوية الرئيس اميل إده من مجلس النواب في جلسة 31 آذار عام 1944. عرف بولائه للكتلة الدستورية ورئيسها بشارة الخوري، لكنه عاد وعارض التجديد لاحقاً. كما عرف بتأييده لفكرة الميثاق الوطني.
مثّل لبنان في اجتماعات اللجان الفرعية التي وضعت ميثاق جامعة الدول العربية عام 1944، وقد تأهل من السيدة نوالي Noeile كسار، وله ولد وحيد هو ناجي. توفي في 6 آب عام 1993.
بيار ميشال فرعون (1925-1999):
ولد في بيروت في 26 تشرين الثاني سنة 1925، درس في مدرسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في بيروت، ثم درس في إنكلترا، فنال سنة 1950 شهادة في الهندسة الكهربائية من جامعة لوفبورو، وتخصص بعدها في ميدان الاقتصاد والمال.
ترأس مجلس إدارة «شركة روفايل فرعون وأبناؤه» فطوّر الشركة، ووسّع شبكة أعمالها.
انتخب عضواً في بلدية بيروت سنة 1962. ثم نائباً عن قضاء جزين في دورة سنة 1968، وترأس لجنة الاقتصاد لمدة سنتين.
ابتعد فترة عن الميدان السياسي، وانصرف إلى إدارة أعماله الواسعة الموزعة بين لبنان والخارج، لكنه ما لبث أن عاد إلى المعترك السياسي، عيّن وزيراً للبيئة، في أيار سنة 1995، في حكومة الرئيس رفيق الحريري، كما انتخب رئيساً لجمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي في لبنان سنة 1991، ونائباً لرئيس المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك.
– يحمل عدة أوسمة منها وسام البابا يوحنا بولس الثاني للقديس غريغوريوس الكبير، ووسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وقد تأهل من السيدة ناديا صحناوي ولهما: نايلة وندى وميشال. توفي في 16 تشرين الثاني سنة 1999.
ميشال فرعون:
ولد في بيروت في الأول من تموز سنة 1959، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدرسة الليسيه الفرنسية (السيّار)، ودرس العلوم الاقتصادية في جامعة القديس يوسف. ونال شهادة عليا في الإدارة والاقتصاد من جامعة دوفين باريس سنة 1981.
شغل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة اللبنانية السويسرية للضمان، وشركة كولينا للتأمين في أبيدجان (ساحل العاج)، وشركة فرعون هولدينغ، كما كان عضواً في عدة شركات.
انتخب نائباً عن بيروت، في دورة سنة 1996، وأعيد انتخابه عن دائرة بيروت الأولى في دورات 2000 و2005 و 2009وعيّن: وزير دولة، في تشرين الأول سنة 2000، في حكومة الرئيس رفيق الحريري، ووزير دولة لشؤون مجلس النواب، في تموز سنة 2005، في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ووزير السياحة عام 2014 في حكومة الرئيس تمام سلام.
كان عضواً في كتلة قرار بيروت النيابية برئاسة رفيق الحريري. ثم أصبح عضواً في كتلة تيار المستقبل النيابية برئاسة الشيخ سعد الحريري، وهو أحد الأعضاء البارزين في قوى 14 آذار.
وعرف من أسرة فرعون في دير القمر نجيب بك فرعون أحد الوجوه البارزة في دار الأمير بشير الشهابي الكبير، وفيليب فرعون (ت 1923) وشقيقه يوسف فرعون عضو مجلس إدارة ولاية بيروت عام 1903.
كما عرف من أسرة فرعون السادة: أنطوان، بدري، جرجس، جورج، رجل الأعمال والتجارة روفائيل فرعون، ريشار، سليم، أولاد فرعون الوكلاء البحريون لشركة الملاحة البحرية، عبدو، عصام جورج، أصحاب مجموعة فرعون التجارية، ميشال، ناجي، هنري، أصحاب مؤسسة فرعون هوم، وأصحاب مؤسسة فرعون هوملاين، وسواهم الكثير ممن برزوا في المجتمع البيروتي واللبناني والعربي.
e