بعد مسيرة فنية حافلة وشهرة عالمية، غيّب الموت المغني الفرنسي شارل أزنافور عن عمر يناهر 94 عاما.
شارل أزنافور مغني وكاتب أغانٍ فرنسي – أرمني، وهو أحد أشهر الفنانين في فرنسا.
أطلقَ عليه معجبوه لقبَ فرانك سيناترا فرنسا، ويشتهرُ بصوته العميق الفريد من نوعه. له تاريخٌ حافلٌ بالأغاني الناجحة، وصلَ صوته العميق وشخصيّته المميّزة إلى العديدِ من الأجيال.
هو فنانٌ متعددُ المواهب، ألّف حوالى الـ 1200 أغنية، ولم يكتبها فقط بالفرنسية بل أيضًا بثمانِ لغاتٍ أُخرى. على الرغم من كونه مغنيًا وكاتبًا موهوبًا، إلّا أنّه حاولَ الدخولَ في مجالِ التمثيلِ والدبلوماسيةِ.
وُلد في باريس بعد أن هاجرَ والداه الأرمنيان إليها. أدركَ مبكرًا حبّه للغناء، فقد اعتلى خشبةَ المسرح لأوّل مرة في عمرِ الثلاثةِ أعوام. حضرَ دروسًا للدراما لكن لم يَلبث أن ترك المدرسة لمتابعة شغفه، ناضلَ قليلًا خلال سنواته الأولى لكن سرعانَ ما أثبتَ نفسه كمغنٍّ وكاتبٍ للعديد من الأغاني الشهيرة.
وُلد في 22 أيار عام 1924في باريس، لوالديه الأرمنيين مايكل أزنافوريان ونار باغداساريان اللذين عَمِلا في مطعمٍ لكسبِ الرزقِ. وكانَ والداه محترفين في مسارِح أرمينيا قبل أن يجبرهما العنفُ العرقيّ على الفرارِ إلى فرنسا.
اهتمَّ والداه بموهبته منذ طفولته، فتلقّى دروسًا في الغناءِ والرقصِ. أحبَّ الفن وترك المدرسةَ لمتابعة حياته الفنية.
بدأَ الغناءَ والأداءَ في النوادي الليلية في سنِّ المراهقة، وفي هذه الأثناء التقى مع بيير روش الذي تعاونَ معه. بدأ الثنائيُّ كتابةَ الأغاني وتأليف الموسيقى ولاقيا بعضًا من النجاحِ في أواخر الأربعينيات.
في عام 1964، لاحظته المغنّيةِ الأسطوريةِ “إيديث بياف” التي وظفته كمساعدٍ لها ومغنٍّ ثانوي، ثمّ دعته للقيام بجولةٍ معها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
في بدايةِ الأمر اعتادَ أن يفتَتِحَ لها الحفلات، ثم بدأَ بكتابةِ الأغاني لها. في وقتٍ لاحقٍ توطّدت علاقتهما وأصبحا صديقين واستلمَ إدارةَ أعمالها. كافحَ ليُثبتَ نفسه عند عودته إلى فرنسا، مرةً أخرى جاءَت إيديث بياف وقدّمت له المساعدة بتعريفهِ إلى العديد من مديري صناعةِ الموسيقى.
استفادَ من الصعوباتِ التي واجهته في بداية حياتهِ المهنيةِ، وعمل على إصلاحِ عيوبهِ وتطوير نفسه، واستطاعَ أن يطوّر أسلوبَ غناءٍ ميّزهُ عن غيره من المطربين. كانت سنة 1956 سنةً مهمةً له، حيثُ وجدَ النجاح الذي كان يتوقُ له بأغنية “Sur Ma Vie” التي أوصلته إلى النجوميّة.
خلالَ ستينيات القرن الماضي، أصدرَ العديدَ من الأغاني الناجحة مثل “Il” و “La Mamma”.
بحلول الثمانينيّات كانَ قد وصلَ الى قمّةِ شهرته وساعدهُ في ذلك قدرتهُ على الغناءِ بالعديدِ من اللغات كالفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية الوألمانية والروسية. عمل مع العديد من الفنانين وكتبَ لهم الكثير من الأغاني.
على الرُغمِ من تقدّمه في السنِّ، حافظَ على روحِ الشباب.
تزوّج شارل أزنافور لأول مرة من ميشيلين روغل في عام 1946، لكن هذا الزواج لم يَدُم طويلًا وانتهى بالطّلاق. ارتبطَ رسميًا للمرة الثانية مع إيفيلين بلسي عام 1956، كما الزّواج الأول لاقَت هذه العلاقة حتفها بالطلاق.
في نهايةِ المطافِ وجدَ الحبّ والإستقرار الذي كان يتوق إليه عندما تزوّج من أولسا ثورسيل السويدية عام 1967، وهو أبٌ لستةِ أطفالٍ من الزيجات الثلاثة.
حصلَ على جائزةِ “Golden Lion Honorary Award” في مهرجانِ البندقيّةِ السينمائي لأدائه للنسخة الإيطالية لأغنية “Mourir d’aimtyer” في عام 1971.
عيِّنَ سفيرًا للنوايا الحسنة ومندوبًا دائمًا لأرمينيا لدى اليونيسكو.
أُدرج اسمه في قاعة مشاهير كتابة الأغاني في عام 1996.
كرّمته “MIDEM” بجائزة ” Life time Achievement” عام 2009 .