أكثر من 590 ألف ضبط و3 آلاف حادث سير.. 2017 عام المخالفات

كتبت ناتالي اقليموس في صحيفة “الجمهورية”: “نِيّال السما فيك”، “لن نَنساك أبداً”، “بَكَّرت الرحيل”، “الله معك يا عريس”… تتنوَّع العبارات المرفقة بصوَر لشبّان وشابّات في ربيع العمر، والمعلّقة إمّا تحت جسر للمشاة، أو عند منعطف خطير حيث سقطوا ضحايا حوادث السير، أو مُلصقة على زجاج سيارات مَن عرَفوهم. فقد شهد العام 2017 حتى مطلع كانون الأول، 3 آلاف و158 حادث سير، وسُطّر 598 ألف و762 محضر مخالفة، ضمنها 396 ألف و252 محضر تجاوز السرعة المحددة، بحسب إحصاءات قوى الأمن الداخلي الخاصة لـ”الجمهورية”.

جوان صفير، رامي بطرس، سيلفي عبد الساتر، ميشال خزام… أسلموا الروح على طريق عجلتون. تطول لائحة ضحايا حوادث السير على طرقات لبنان بعدما سجّل العام 2017 في 11 شهراً سقوط أكثر من 440 قتيلاً و4 آلاف جريح، بحسب قوى الامن الداخلي، إذ بلغت الحوادث في نيسان وأيار ذروتها، فشهد كلّ شهر 50 قتيلاً، يليهما حزيران 48 قتيلاً، وتموز وآذار تساويا بـ 47 قتيلاً.

بين 15 و29 سنة

يمضي هشام إبن الـ20 عاماً ووحيد أهله، العمر على كرسيٍّ متحرّك بعدما إصطدمت سيارته بعمود للإنارة، فيما ربيع (19 عاماً) رأى الموت بعينيه بعدما أمضى أسبوعين في العناية الفائقة نتيجة اصطدام سيارته بالفاصل الوسطي في أحد شوارع المدينة الصناعية، أمّا صديقه فتوفيّ فوراً.

تتعدَّد الأسباب التي يتربَّص خلفها شبح الموت على الطرقات من غياب الإنارة، سوء الرؤية، حفرة، وجود فاصل باطون بطريقة عشوائية، بروز مطبّات لا تُراعي السلامة المرورية، وتتفاوَت معها نسَب حوادث السير.

تستحوذ محافظة جبل لبنان على أعلى نسبة من الحوادث 32,48 في المئة، يليها الشمال 20 في المئة، البقاع 14 في المئة، بيروت 12 في المئة. إلّا أنّ القاسم المشترك بين المحافظات كافة هو أنّ النسبة الأكبر من الضحايا هم في “عزّ” الشباب.

ويأسف رئيس العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزف مسلم لسقوط خيرة الشباب، قائلاً: “31 في المئة من الذين خسرناهم هذا العام تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، أي أكثر من 140 قتيلاً و1600 جريح. وفي معظم حوادث هذه الفئة العمرية، نادراً ما يكون السبب عاملاً خارجياً كالطريق، إنّما نتيجة سلوك خاطئ من السائق، كالتلهّي على الخلوي او القيادة تحت تأثير الكحول، السرعة الزائدة، عدم وضع حزام الامان”.

فيسأل متأسّفاً: “ماذا يمكننا فعله حيال من يأخذ سيارة المنزل بالخفاء عن والديه، أو تلك الوالدة التي تَتباها أنّ ابنها يقود قبل العمر القانوني؟” مشيراً إلى «انه مهما بلغ التشدّد في تطبيق القانون وتحذير المواطنين وإقامة الحواجز لن يرتدعوا ما لم يتحوّل تطبيق القانون نَمط عَيش”.

عن presslebanon1

شاهد أيضاً

ملتقى التأثير المدني: مرض الأحلاف الخبيثة!

برس ليبانون ـ دوًن ملتقى التأثير المدني عبر حسابه الخاصّ على موقع “إكس” فكتب: “إعادَةُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *