الراعي: ينتظر الشعب من السلطة السياسية الحالية توفير السلام والعدالة والاستقرار

برس ليبانون – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، الأب جورج يرق ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “إيمانك خلّصكِ … آمن فقط” (لو 8: 48 و 50)، قال فيها: “تحيي الكنيسة اليوم آية شفاء المرأة النازفة منذ اثنتي عشرة سنة، التي انفقت مالها على الأطبّاء، ولم يستطع أحد شفاءها. هذه أتت خلسة من وراء يسوع بين الجمع الغفير، ولمست طرف ثوبه، فتوقّف للحال نزيف دمها. ولـمّا لم يخف أمرها على الربّ الذي سأل: “من لمسني؟ إنّ قوّةً خرجت منّي”. جاءت مرتجفة واعترفت لأيّ سبب لمسته. فقال لها يسوع: “تشجّعي يا ابنتي، إيمانك خلّصكِ، إذهبي بسلام” (لو 8: 48). وتحيي الكنيسة اليوم أيضًا إقامة ابنة يائيروس من الموت. فعندما كان يسوع متّجهًا مع يائيروس رئيس المجمع إلى بيته لشفاء ابنته، وهي في الثانية عشرة من عمرها، جاءه رسول يقول له: “إنّ ابنتك ماتت، فلا تزعج المعلّم”. فقال له يسوع: “لا تخف، آمن فقط، وابنتك تحيا” (لو 8: 50). بهاتين الحالتين تبيّنت قيمة الإيمان وقوّته. الإيمان الصامت لدى المرأة النازفة. فهي لم تلتمس شفاءها من يسوع، بل لمست طرف ردائه بإيمان أنّها ستشفى. إيمانها علّمها، وإيمانها شفاها. الإيمان المقتنع لدى يائيروس. آمن بكلام يسوع: ” لا تخف، آمن فقط، وابنتك تحيا”. صدّق يائيروس كلام الربّ، فواصل السير معه إلى بيته وشاهد آية قيامة ابنته من الموت، بمجرّد كلمة: “يا صبيّة قومي” (لو 8: 54). إنّهما آية أي علامة لنا ولكلّ إنسان يقرأهما. شفاء النازفة يدلّ على شفائنا ممّا تحدثه الخطيئة فينا من نزيف قيم روحيّة وأخلاقيّة وإنسانيّة واجتماعيّة، بمجرّد إيماننا بالمسيح القادر وحده على شفائنا. وقيامة ابنة يائيروس من الموت دليل على أنّ المسيح وحده قادر أن يقيمنا ويقيم كلّ إنسان ماتت عنده المشاعر الروحيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة، أيًّا تكن مظاهر هذا الموت”.

“كما أنّ المرأة شهدت بفعلتها للاهوت يسوع، أراد الربّ، بشفائها وإعلان أمرها أن يشهد لإيمانها. وهكذا بشفائه امرأة يراها الجمع، مكّنهم من رؤية لاهوت لا يُرى. تجلّى بالشفاء لاهوت الابن، وتجلّى به إيمانها. أجل، في هذه الحادثة-الآية، كانت المرأة شاهدة على لاهوت يسوع، وهو كان على إيمانها شاهدًا. لقد خاب سعي الأطبّاء في علاجها، وتألّقت قدرة يسوع. تفوّق الإيمان العظيم على معالجات الطب وفنونه. هذه رسالة لنا ولكلّ مريض متألّم في جسده أو روحه أو معنويّاته أو كرامته. ويبقى المسيح الربّ الشافي والمعزّي والمقوّي، والمتضامن معنا في آلامنا التي تصبح خلاصيّة. إنّنا نتساءل: أين عالم اليوم من حقيقة المسيح، في إنسانيّته ولاهوته؟ أين هو من احترام قدسيّة بشريّته وألوهته؟ مهما كان الأمر، يبقى الإنسان، كلّ إنسان، لا سيّما المشوّه بخطيئته وشروره، والميت بنفسه وروحه وضميره، طريق المسيح، وبالتالي طريق الكنيسة (فادي الإنسان، 14). ويجب أن يكون طريق الدولة التي أولى واجباتها تأمين الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كلّ مواطن، ومن أهمّ عناصر الخير العام: احترام الشخص البشريّ بحدّ ذاته في دعوته وحقوقه الأساسيّة، وفي حريّاته الطبيعيّة، وحمايتها والدفاع عنها.

عن presslebanon3

شاهد أيضاً

ملتقى التأثير المدني: مرض الأحلاف الخبيثة!

برس ليبانون ـ دوًن ملتقى التأثير المدني عبر حسابه الخاصّ على موقع “إكس” فكتب: “إعادَةُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *